فِي اَلْوَقْتِ اَلْحَاضِرِ، نَقُومُ
بِتَطْوِيرِ أَحْدَثِ اَلتِّقْنِيَّاتِ اَلَّتِي يُمْكِنُهَا فِعْلُ كُلِّ شَيْءِ
تَقْرِيبًا بِمُفْرَدِهَا. اَلرُّوبُوتَاتُ وَالْهَوَاتِفِ اَلذَّكِيَّةِ
وَالسَّيَّارَاتِ ذَاتِيَّةٍ اَلْقِيَادَةِ، كُلَّ هَذَا لَيْسَ سِوَى جُزْءٍ
صَغِيرٍ مِنْ اَلتَّقَدُّمِ اَلْكَبِيرِ اَلَّذِي تَمَّ إِحْرَازُهُ فِي
اَلسَّنَوَاتِ اَلْأَخِيرَةِ.
وَنَعْتَقِدُ أَنَّنَا مُتَقَدِّمُونَ
بِفَارِقٍ كَبِيرٍ عَنْ اَلثَّقَافَاتِ وَالْحَضَارَاتِ اَلسَّابِقَةِ بِسَبَبِ
اَلِابْتِكَارَاتِ وَالِاخْتِرَاعَاتِ اَلْمُعَقَّدَةِ وَالْمُذْهِلَةِ فِي نَفْسِ
اَلْوَقْتِ.
وَعِنْدَ مُقَارَنَتِنَا بِالْمِصْرِيِّينَ
اَلْقُدَمَاءِ، نَعْتَقِدُ أَنَّنَا أَكْثَرُ تَطَوُّرًا وَتَقَدُّمًا. لَكِنَّ
جَمِيعَ اَلشَّوَاهِدِ تُظْهِرُ أَنَّ اَلْمِصْرِيِّينَ اَلْقُدَمَاءَ كَانَتْ لَدَيْهِمْ
أَيْضًا تِقْنِيَّةً مُذْهِلَةً لَكِنَّهَا فَقَدَتْ أو ما زالت مدفونة في مكان ما،
وَلَمْ نَعْرِفْ حَقِيقَتُهَا إِلَى اَلْآنَ، إِلَّا بعض التَكَهُّنَاتٍ مِنْ
هُنَا وَهُنَاكَ.
فِي هَذَا اَلْفِيدْيُو سَنَعْرِفُ الدليل
على اَلتِّكْنُولُوجْيَا اَلَّتِي اِسْتَخْدَمَهَا اَلْقُدَمَاءُ اَلْمِصْرِيِّينَ
فِي تَشْكِيلِ هَذِهِ اَلصُّرُوحِ اَلْعِمْلَاقَةِ وَفِي صَقْلِ هَذِهِ
اَلتَّمَاثِيلِ اَلَّتِي لَا يُعْقَلُ أَنَّهَا صَنَعَتْ بِأَدَوَاتٍ بُدَائِيَّةٍ،
إِنَّمَا صُنِعَتْ بِتِقْنِيَّةِ عَجْزِ اَلْعَلَمِ اَلْحَدِيثِ عَنْ تَقْدِيمِ
تَفْسِيرٍ مُقْنِعٍ لَهَا.
وَقَبِلَ أَنْ نَبْدَأَ لَا تَنْسَى
اَلْإِعْجَابَ بِالْفِيدْيُو وَالِاشْتِرَاكِ فِي اَلْقَنَاةِ، تَشْجِيعًا لَنَا
عَلَى اَلِاسْتِمْرَارِ وَتَقْدِيمِ مَادَّةٍ عِلْمِيَّةٍ مُفِيدَةٍ، وَفِي
نِهَايَةِ اَلْفِيدْيُو سَنَذْكُرُ دَلِيلاً لَا يُمْكِنُ إِنْكَارُهُ عَلَى أَنَّ
اَلْمِصْرِيِّينَ تَمَكَّنُوا مِنْ اَلْوُصُولِ إِلَى تِقْنِيَّةٍ مَفْقُودَةٍ
أَوْ مَحْظُورَةٍ مُنْذُ ذَلِكَ اَلْحِينِ.
إِنَّ أَهْرَامَاتِ اَلْجِيزَةَ أَوْ
أَبُو اَلْهَوْلِ أَوْ اَلْمَعَابِدِ اَلضَّخْمَةِ، هِيَ مُجَرَّدُ أَمْثِلَةٍ
قَلِيلَةٍ عَلَى اَلثَّقَافَةِ اَلْمِصْرِيَّةِ اَلْقَدِيمَةِ. هَذِهِ
اَلْمَبَانِي هِيَ شَهَادَةٌ عَلَى حَقِيقَةٍ أَنَّ أَسَالِيبَ وَأَدَوَاتِ
اَلْبِنَاءِ غَيْرِ اَلْعَادِيَّةِ، كَانَت موجودة في ذلك الوقت، وَإِلَّا لِمَا
كَانَ اَلْعَدِيدُ مِنْ هذه اَلْأَعْمَالِ الضخمة مُمْكِنًا.
وهَذَا يعد دلِيلا عَلَى أَنَّ هُنَاكَ شُعُوبًا أُخْرَى
قَبْلَ ثَقَافَتِنَا يُمْكِنُهَا أَنْ تَفْعَلَ أَكْثَرَ بِكَثِيرٍ وَتَسْتَخْدِم
تِقْنِيَّاتٌ أَكْثَرُ تَقَدُّمًا بِكَثِيرٍ مِمَّا كُنَّا نَتَخَيَّلُهُ .
تِكْنُولُوجْيَا مُتَقَدِّمَةٍ مِمَّا هُوَ مَعْرُوفٌ . تُعَدّ أَهْرَامَاتُ
اَلْجِيزَةَ وَأَبُو اَلْهَوْلِ وَالْمَعَابِدِ اَلضَّخْمَةِ مُجَرَّدُ أَمْثِلَةٍ
صَغِيرَةٍ عَنْ اَلْحَضَارَةِ اَلْمِصْرِيَّةِ اَلْقَدِيمَةِ . فَهَذِهِ
اَلْمَبَانِي تُؤَكِّدُ حَقِيقَةَ أَنَّهُ فِي ذَلِكَ اَلْوَقْتِ ، كَانَتْ
اَلْأَسَالِيبُ وَالْأَدَوَاتُ غَيْرُ اَلْمُعْتَادَةِ اَلْمُسْتَخْدَمَةِ فِي
عَمَلِيَّاتِ اَلْبِنَاءِ ضَرُورِيَّةً لِإِنْجَازِ اَلْعَدِيدِ مِنْ
اَلْأَعْمَالِ . إِنَّ وُجُودَ أُمَمٍ أُخْرَى قَبْلَ حَضَارَتِنَا يَدُلُّ عَلَى
إِمْكَانِيَّةِ أَنْ تَكُونَ لَدَيْهَا مَهَارَاتُ وَتِقْنِيَّاتُ أَكْثَرَ
تَطَوُّرًا وَتَقَدُّمًا بِكَثِير مِمَّا تَخَيَّلْنَاهُ . بِمَعْنَى أَخٍ ، فَإِنَّ
اَلتِّكْنُولُوجْيَا اَلْمُسْتَخْدَمَةَ فِي تِلْكَ اَلْأُمَمِ كَانَتْ
مُتَقَدِّمَةً جِدًّا ، وَرُبَّمَا أَكْثَرُ تَقَدُّمًا مِمَّا نَعْرِفُهُ اَلْآنَ
. هَذِهِ اَلْمِسَلَّةِ غَيْرِ اَلْمُكْتَمِلَةِ اَلْوَاقِعَةِ عَلَى اَلْحُدُودِ
بَيْنَ مِصْرَ وَالسُّودَانِ . وَمِسَلَّةُ أُخْرَى أَصْغَرُ حَجْمًا بِجِوَارِهَا
، لَمْ يَكْتَمِلْ فَصْلُهُمَا ، وَوَفْقًا لِعُلَمَاء اَلْآثَارِ ، تَمَّ
إِنْشَاءً اَلْمِسَلَّتَيْنِ بِتَكْلِيفٍ مِنْ حَاكِمِ مِصْرَ أَنَّ ذَاكَ "
اَلْمَلِكَةُ حَتْشِبْسُوتْ " اَلَّتِي تُوُفِّيَتْ عَامَ 1478 قَبْلَ
اَلْمِيلَادِ ، وَعَرَفَتْ اَلْمِسَلَّةُ اَلْأَكْبَرُ بِاسْمِ " مِسَلَّةِ
أَسْوَان " ، وَتُعْتَبَرَ اَلْأَكْبَرَ بِمِقْدَارِ اَلثُّلْثِ مِنْ أَيِّ
مِسَلَّةٍ مِصْرِيَّةٍ أُخْرَى . لِذَا فَهِيَ اَلْأَكْبَرُ عَلَى اَلْإِطْلَاقِ ،
حَيْثُ يَبْلُغُ اِرْتِفَاعَ هَذِهِ اَلْمِسَلَّةِ حَوَالَيْ 42 مِتْرًا ،
وَيَصِلَ وَزْنُهَا إِلَى 1200 طُنٍّ ، مِمَّا يَجْعَلُهَا ضَخْمَةً بِالْفِعْلِ .
وَهُنَا اَلسُّؤَالُ اَلَّذِي يَطْرَحُ نَفْسَهُ عَلَى اَلْجَمِيعِ ، كَيْفَ تَمَّ
إِنْشَاءَ هَذَا اَلْهَيْكَلِ اَلضَّخْمِ وَكَيْفَ كَانَ سَيَتِمُّ نُصْبُ هَذِهِ
اَلْمِسَلَّةِ ؟ مَا هِيَ اَلْأَدَوَاتُ اَلَّتِي كَانَتْ قَادِرَةً عَلَى قَطْعِ
اَلْحَجْرِ اَلصُّلْبِ بِهَذِهِ اَلطَّرِيقَةِ ؟ نَظَرًا لِأَنَّ عُلَمَاء
اَلْآثَارِ وَجَدُوهَا مَا زَالَتْ مِمْدَة عَلَى اَلْأَرْضِ ، يَعْتَقِدَ
عُلَمَاءُ اَلْمِصْرِيَّاتِ أَنَّ أَهَمَّ أَدَاةً كَانَتْ مُسْتَخْدِمَةً فِي
مِصْرَ فِي ذَلِكَ اَلْوَقْتِ كَانَتْ مَصْنُوعَةً مِنْ حَجَرِ اَلدِّيُورِيتْ .
لَكِنَّ اَلْأَدَاةَ اَلَّتِي يُمْكِنُهَا تَشْكِيلُ أَوْ قَصِّ مَادَّةٍ أُخْرَى
يَجِبُ أَنْ تَكُونَ أَشَدَّ صَلَابَةً مِنْهَا . فَالْمِسَلَّةُ مَصْنُوعَةً مِنْ
اَلْجَرَانِيت اَلْوَرْدِيِّ ، وَهُوَ صَخْرْ نَارِيٍّ مُتَحَوِّلٍ يَتَكَوَّنُ
أَسَاسًا مِنْ اَلْكُوَارْتِز وَالْفِلْسَبَارْ وَالْمِيكَا وَيَتَمَتَّع
بِقُوَّةِ صَلَابَةٍ عَالِيَةٍ جِدًّا تَتَرَاوَحُ بَيْنَ 6 و 7 ، عَلَى مِقْيَاسِ
مُوسْ لِلصَّلَابَةِ . وَحَجَرَ اَلدِّيُورِيتْ لَهُ نَفْسُ صَلَابَةِ
اَلْجَرَانِيت تَقْرِيبًا . وَبِالتَّالِي ، مِنْ اَلصَّعْبِ جِدًّا قَطْعَ
وَتَشْكِيلَ حَجَرِ اَلْجَرَانِيت بِهَذَا اَلنَّوْعِ مِنْ اَلْحَجَرِ . اَلِاحْتِمَالُ
اَلْآخَرُ هُوَ اِسْتِخْدَامُ اَلْأَدَوَاتِ اَلْمَصْنُوعَةِ مِنْ اَلْبُرُونْزِ .
لَكِنَّ اَلْبُرُونْزَ أَقَلَّ صَلَابَةِ بِكَثِيرٍ مِنْ اَلْجَرَانِيت ، حَيْثُ
تَبْلُغُ شِدَّةَ صَلَابَتِهِ بَيْنَ 3 و 3.5 فَقَطْ عَلَى مِقْيَاسِ مُوسْ
لِلصَّلَابَةِ . لِذَلِكَ مِنْ اَلصَّعْبِ جِدًّا اِسْتِخْدَامَ أَدَوَاتِ
اَلْبُرُونْزِ لِقَطْعِ وَتَشْكِيلِ اَلْجَرَانِيت بِسَبَبِ اَلْفَرْقِ
اَلْكَبِيرِ فِي صَلَابَةِ اَلْمَوَادِّ . لِذَا فَهَلْ كَانَ لِلْمِصْرِيِّينَ
سِرٍّ لَمْ يَتِمْ اَلْعُثُورُ عَلَيْهِ بَعْدَ أَوْ فَقَدَ عَلَى مَرِّ
اَلسِّنِينَ ؟ يَتَسَاءَلَ اَلْعُلَمَاءُ عَنْ كَيْفَ كَانَ بِإِمْكَانِهِمْ
إِخْرَاجُ هَذِهِ اَلْمِسَلَّةِ غَيْرِ اَلْمُكْتَمِلَةِ ، فَهِيَ مُحَاطَةٌ
بِخَنْدَقٍ صَغِيرٍ جِدًّا ، يَجْعَلَ مِنْ اَلصَّعْبِ عَلَى اَلْعُمَّالِ
تَنْفِيذَ ضَرَبَاتٍ قَوِيَّةٍ ، يَعْتَقِدَ أَنَّ هَذِهِ اَلْمِسَلَّةِ تُمَثِّلُ
دَلِيلاً قَاطِعًا عَلَى اَلتِّكْنُولُوجْيَا اَلْمُتَطَوِّرَةِ اَلَّتِي تَمَّ
اِسْتِخْدَامُهَا فِي قَطْعِهَا وَنَحْتِهَا بِهَذَا اَلشَّكْلِ . إِلَّا أَنَّ
هَذِهِ اَلتِّكْنُولُوجْيَا لَمْ يَعْثُرْ لَهَا عَلَى أَثَرِ حَتَّى اَلْيَوْمَ .
وَالسُّؤَالُ اَلَّذِي يَطْرَحُ نَفْسَهُ هُوَ : مَا هِيَ اَلْأَدَوَاتُ اَلَّتِي
يُمْكِنُ اِسْتِخْدَامُهَا لِبِنَاءِ مِثْلٍ هَذِهِ اَلْمِسَلَّاتِ ؟ وَهَلْ
كَانَتْ هُنَاكَ أَدَاةٌ سِرِّيَّةٌ شَكَّلَتْ هَذِهِ اَلْهَيَاكِلِ أَمْ أَنَّ
عُلَمَاءَ اَلْآثَارِ مُخْطِئُونَ فِي اِفْتِرَاضَاتِهِمْ ؟ وَاللَّافِتَ
لِلنَّظَرِ هُوَ أَنَّ اَلْقِطَعَ فِي اَلْخَنْدَقِ وَالْمِسَلَّةِ مُتَطَابِقٌ
وَمُتَسَاوٍ بِشَكْلٍ عَجِيبٍ وَكَأَنَّهَا قَطَعَتْ بِاللِّيزَر اَلَّذِي
نَسْتَخْدِمُهُ اَلْآنَ ، وَلَمْ تَقْطَعْ أَوْ تَتَشَكَّلُ بِالْأَعْمَالِ
اَلْيَدَوِيَّةِ ، وَهُوَ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ اَلْأَشْيَاءِ تَمَّ
تَشْكِيلُهَا بِأَدَوَاتٍ خَاصَّةٍ لَا تُشْبِهُ أَبَدًا اَلْأَدَوَاتِ اَلَّتِي
اِسْتَخْدَمَهَا اَلْمِصْرِيُّونَ أَوْ اَلْإِغْرِيقِ أَوْ اَلرُّومَانِ .
يَعْتَقِدَ اَلْبَاحِثُونَ اَلْآنِ أَنَّ هَذِهِ اَلْمِسَلَّاتِ صُنِعَتْ قَبْلَ
ظُهُورِ اَلْحَضَارَةِ اَلْمِصْرِيَّةِ ، وَأَنَّ هَذِهِ اَلْحَضَارَةِ كَانَتْ
تَمْتَلِكُ أَدَوَاتٍ ذَاتَ تِقْنِيَّةٍ مُتَطَوِّرَةٍ جِدًّا ، وَافْتُرِضَ
اَلْبَاحِثُونَ أَنَّ هَذَا حَدَثَ قَبْلَ عَامِ 3100 قَبْلِ اَلْمِيلَادِ ،
وَقَدْ تَمَّ اَلْعُثُورُ عَلَى آثَارٍ لِهَذِهِ اَلْأَدَوَاتِ غَيْرِ
اَلْعَادِيَّةِ فِي مَوَاقِعَ أَثَرِيَّةٍ حَوْلَ اَلْعَالَمِ ، وَلَا تَتَطَابَقُ
مَعَ اَلِافْتِرَاضَاتِ اَلتَّارِيخِيَّةِ اَلَّتِي قَدَّمَهَا اَلْبَاحِثُونَ ،
وَمِنْ اَلْمُحْتَمَلِ جِدًّا أَنَّهُ تَمَّ إِخْفَاؤُهَا فِي مَوَاقِعَ
أَثَرِيَّةٍ سِرِّيَّةٍ جِدًّا بِسَبَبَ قِيمَتِهَا اَلْفَنِّيَّةِ
وَالتَّارِيخِيَّةِ . فِي أَوَاخِرِ اَلْقَرْنِ اَلتَّاسِعِ عَشَرَ وَالْقَرْنَ
اَلْعِشْرِينَ ، اِكْتَشَفَ عَالَمُ اَلْمِصْرِيَّاتِ اَلسَّيْرِ وِيلْيَامْ
فِلِينْدَرْزْ بِيتْرِي اَلْعَدِيدَ مِنْ اَلثُّقُوبِ وَوَجَدَ اَلْأَدَاةَ
اَلَّتِي كَاتْ تَسْتَخْدِمُ لِثُقْبِ هَذِهِ اَلثَّوْبِ ، مَصْنُوعَةً مِنْ
اَلْحَجَرِ اَلْجِيرِيِّ ، أَوْ اَلْجَرَانِيت ، أَوْ اَلْمَرْمَرِ ، وَغَيْرَهَا
مِنْ اَلْأَحْجَارِ ، وَلَكِنْ لَمْ يَتِمْ اَلْعُثُورُ عَلَى اَلْمَثَاقِبِ
اَلَّتِي صُنِعَتْ بِهَا هَذِهِ اَلْأَدَاةِ . كَذَلِكَ تَوَابِيتَ مَعْبَدِ
اَلسَّرَابْيُومْ اَلْمَوْجُودَةَ فِي صَحْرَاءَ سَقَّارَةْ بِمِصْر تَعُدْ
لُغْزًا مُحَيِّرًا لِلْعُلَمَاءِ وَالْمُتَخَصِّصِينَ فِي عُلُومِ
اَلْمِصْرِيَّاتِ أَحْجَامَهَا اَلضَّخْمَةَ وَأَوْزَانَهَا اَلثَّقِيلَةَ جِدًّا
آلَتْ تَتَجَاوَزُ 75 طُنِّ وَالْأَغْطِيَةِ اَلَّتِي تَتَجَاوَزُ اَلْ 30 طُنٍّ ،
وَهِيَ مَصْنُوعَةٌ مِنْ اَلْجَرَانِيت شَدِيدٍ اَلصَّلَابَةِ
وَيَتَرَاوَحَ اِرْتِفَاعُ
اَلتَّابُوتِ بَيْنَ 3 و 4 أَمْتَارٍ وَيَصِلُ عَرْضُهَا إِلَى 2,5 م وَطُولُهَا 3
أَمْتَارٍ . وَيُوجَدَ اَلْعَدِيدُ مِنْ اَلسَّرَابْيُومْ فِي مِصْرَ
وَإِيطَالْيَا وَفِي رُومَا اَلْقَدِيمَةِ فِي مُقَاطَعَةٍ أَتَاكُمَا وَكَذَلِكَ
بِمِنْطَقَةِ كَامْبُو مَارْتِسْيُو فِي رُومَا ، لَكِنَّ سَرَابْيُومْ سَقَّارَةْ
هُوَ اَلْأَهَمُّ وَالْأَكْثَرُ تَعْقِيدًا فِي هَنْدَسَتِهِ اَلنَّادِرَةِ .
وَيُعَدَّ سَرَابْيُومْ سَقَّارَةْ أَهَمَّ اَلْمَقَابِرِ اَلَّتِي بُنِيَتْ فِي
مَنْفْ وَيَقَع فِي مُجَمَّعِ مَدَافِنِ اَلْعِجْلِ أَبِيسْ اَلَّذِي كَانَ
مُقَدَّسًا فِي فَتْرَةِ اَلْأُسُرَاتِ اَلْمِصْرِيَّةِ اَلْقَدِيمَةِ وَيَرْمُزُ
لِلْخُصُوبَةِ . اَللُّغْزُ فِي مَجْمُوعَةِ اَلتَّوَابِيتِ لَيْسَ فِي عَدَدِهَا
أَوْ ضَخَامَتِهَا فَقَطْ وَإِنَّمَا فِي سَبَبِ صُنْعِهَا أَيْضًا إِذْ وَجَدَتْ
كُلَّهَا خَالِيَةٌ وَمُغْلَقَةٌ عَدَا تَابُوتٌ وَاحِدٌ فَقَطْ مَا يَنْفِي
اِدِّعَاءَاتِ عَالَمِ اَلْآثَارِ مَارِيِيتْ مُكْتَشِفِ اَلْمَقْبَرَةِ أَنَّهَا
تَوَابِيتُ لِدَفْنِ جَسَدِ اَلْعِجْلِ أَبِيسْ إِذْ لَمْ يَعْثُرْ فِي أَيِّ تَابُوتِ
مِنْهَا عَلَى مُومْيَاءَ أَوْ جُثَّةٍ لِجَسَدِ اَلْعِجْلِ أَبِيسْ وَيَبْقَى
اَلسُّؤَالُ اَلْمُحَيِّرُ لِمَاذَا صَنَعَتْ هَذِهِ اَلتَّوَابِيتِ ؟ وَهَكَذَا
يَبْقَى مَعْبَدَ سَرَابْيُومْ سَقَّارَةْ وَأَنْفَاقِهِ وَمَمَرَّاتِهِ إِضَافَةً
إِلَى تَوَابِيتِهِ لُغْزًا كَبِيرًا يُحَيِّرُ اَلْعُلَمَاءُ وَالْمُتَخَصِّصِينَ
فِي تَارِيخِ وَحَضَارَةِ مِصْرَ اَلْقَدِيمَةِ . هَذِهِ اَلتَّوَابِيتِ
اَلضَّخْمَةِ يَعْتَقِدُ اَلْجَمِيعُ أَنَّ وَرَاءَهَا سِرٌّ عَظِيمٌ ،
وَيَعْتَقِدَ اَلْعُلَمَاءُ أَيْضًا أَنَّهَا يُمْكِنُ أَنْ يَعُودَ تَارِيخُهَا
إِلَى عَصْرِ اَلْأُسُرَاتِ . فَلِمَاذَا صُنِعَتْ هَذِهِ اَلتَّوَابِيتِ ؟
وَهَذِهِ اَلصَّنَادِيقُ مُشْكِلَةً بِمَقَايِيسَ دَقِيقَةٍ لِلْغَايَةِ ،
وَوَجَدَ اَلْبَاحِثُونَ أَوْجُهَ تَشَابُهٍ مُثِيرَةٍ لِلِاهْتِمَامِ مَعَ
اَلْمَبَانِي اَلْمِصْرِيَّةِ اَلْأُخْرَى . هَرَمُ خَفْرَعْ لَهُ نَفْسُ
خَصَائِصَ هَذِهِ اَلتَّوَابِيتِ اَلْجَرَانِيتِيَّةِ . وَهَذِهِ اَلدِّقَّةُ فِي
اَلْبِنَاءِ ، قَدْ يَكُونُوا اِسْتَخْدَمُوا نَفْسُ اَلْأَدَوَاتِ
وَالْمَهَارَاتِ وَالْمَعْرِفَةِ فِي بِنَائِهَا . زَوَايَا اَلصَّنَادِيقِ
قَائِمَةَ اَلزَّوَايَا بِشَكْلٍ مُدْهِشٍ ، وَأَضْلَاعَهَا مُتَسَاوِيَةً
تَمَامًا ، كَمَا أَنَّهَا أَكْثَرُ حِدَّةٍ مِنْ اَلْقِطَعِ اَلْأَثَرِيَّةِ
اَلْأُخْرَى فِي هَذِهِ اَلْفَتْرَةِ . وَلَا يُمْكِنُ تَحْقِيقَ هَذَا اَلْأَمْرِ
إِلَّا بِصُعُوبَةِ كَبِيرَةٍ بِاسْتِخْدَامِ اَلْأَدَوَاتِ اَلتَّقْلِيدِيَّةِ ،
كَمَا أَنَّ اَلتَّوَابِيتَ اَلْكَبِيرَةَ هَذِهِ وَالثَّقِيلَةَ لِلْغَايَةِ ،
مَصْنُوعَةً مِنْ صَخْرَةِ جَرَانِيتْ فِي مَحْجَرٍ فِي أَسْوَان ، وِسْقَارَة
تَبْعُدَ حَوَالَيْ 500 مَيْلٍ عَنْ هَذَا اَلْمَحْجَرِ . فَكَيْفَ تَمَّ
حَمْلُهَا وَنَقْلُهَا طَوَالَ هَذَا اَلْمَسَافَةُ وَهِيَ بِهَذَا اَلثِّقْلِ
اَلْكَبِيرِ . يَقْتَرِحَ اَلْبَاحِثُونَ أَنَّ اَلتَّوَابِيتَ اَلْحَجَرِيَّةَ
لَا يُمْكِنُ أَنْ تَعُودَ إِلَى اَلْأُسْرَةِ اَلثَّامِنَةِ عَشَر ، وَلَكِنْ
تَمَّ إِنْشَاؤُهَا بِوَاسِطَةِ حَضَارَةٍ أُخْرَى ، عَاشَتْ قَبْلَ هَذَا
اَلْوَقْتِ وَكَانُوا يَمْتَلِكُونَ تِكْنُولُوجِيَّةٌ أَكْثَرَ تَطَوُّرًا ،
كَمَا وَجَدَ اَلْعُلَمَاءُ أَيْضًا صَنَادِيقَ مِنْ اَلْجَرَانِيت تُظْهِرُ
عَلَامَاتِ قَطْعٍ غَيْرِ عَادِيَّةٍ . تَمَّ اَلْعُثُورُ عَلَى قَطْعٍ مَائِلٍ
طَوِيلٍ عَلَى تَابُوتٍ وَاحِدٍ لَمْ يَكْتَمِلْ وَقَدْ تَرَكَ كَمَا هُوَ ،
وَمِنْ اَلْمُسْتَحِيلِ إِجْرَاءً مِثْلٍ هَذَا اَلْقِطَعُ بِالْأَدَوَاتِ
اَلتَّقْلِيدِيَّةِ أَيْضًا . بِاسْتِخْدَامِ اَلْأَدَوَاتِ اَلْمِصْرِيَّةِ ،
سَيَسْتَغْرِقُ مِثْل هَذَا اَلْقِطَعُ اَلطَّوِيلُ وَقْتًا طَوِيلاً لِلْغَايَةِ
. وَأَعَادَ اَلْبَاحِثُونَ بِنَاءَ هَذَا اَلْعَمَلِ وَبَعْد سَاعَاتٍ مِنْ
اَلْعَمَلِ تَمَكَّنُوا مِنْ قَطْعِ بِضْعَةِ سَنْتِيمِتْرَاتٍ فَقَطْ مِنْ
اَلْحَجَرِ . بِالتَّأْكِيدِ لَاحَظَ اَلْعُمَّالُ وَقْتَهَا أَنَّ اَلْقِطَعَ
مَائِلٌ فَتُوقَفُوا سَرِيعًا ، وَهُنَا نَسْتَنْتِجُ أَنَّ اَلْآلَةَ
اَلْمُسْتَخْدَمَةَ فِي اَلْقِطَعِ كَانَتْ سَرِيعَةً جِدًّا ، وَحَدَثَ
اَلْخَطَأُ بِسُرْعَةٍ . وَمَعَ ذَلِكَ ، تَظَلّ اَلتِّقْنِيَّاتُ
اَلْمُسْتَخْدَمَةُ لُغْزًا غَامِضًا ، حَيْثُ تُثْبِتُ كُلَّ هَذِهِ اَلْقِطَعِ
اَلْأَثَرِيَّةِ اَلتَّارِيخِيَّةِ أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ وُجُودِ حَضَارَاتٍ
تَفَوَّقَتْ كَثِيرًا فِي مَعْرِفَتِهَا اَلتِّكْنُولُوجِيَّةِ . أَنَّ دِقَّةَ
بَعْضِ اَلْأَدَوَاتِ وَشَكَّلَ اَلْأَجْهِزَةَ وَاسْتِقْرَارِهَا أَمْر لَا
يُصَدِّقُ ، بَلْ وَيُمْكِنُ مُقَارَنَتَهُ . حَتَّى بِالْمُقَارَنَةِ مَعَ
أَدَوَاتِنَا ، فَهِيَ تِقْنِيَّةٌ عَالِيَةٌ جِدًّا . تُثِيرَ هَذِهِ
اَلتِّقْنِيَّاتِ اَلْمَفْقُودَةِ أَسْئِلَةً لِلْعُلَمَاءِ لَمٌّ يَتِمُّ
حَلُّهَا بَعْد . لِذَلِكَ كَانَتْ هُنَاكَ حَضَارَةٌ أَسْمَى فِي مِصْرَ فِي
وَقْتِ مَا مِمَّا كُنَّا نَتَخَيَّلُهُ . وَالسُّؤَالُ اَلْوَحِيدُ هُوَ مَا
إِذَا كَانَ مِنْ اَلْمُمْكِنِ حَلُّ جَمِيعِ اَلْغَازِ هَذِهِ اَلثَّقَافَةِ ،
فَهُنَاكَ اَلْعَدِيدُ مِنْ اَلْحَضَارَاتِ اَلْأُخْرَى مِنْ جَمِيعِ أَنْحَاءِ
اَلْعَالَمِ اَلَّتِي يَبْدُو أَنَّهَا كَانَتْ تَسْتَخْدِمُ هَذِهِ
اَلتِّكْنُولُوجْيَا اَلْمَفْقُودَةِ . قِبَلَ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ ، كَانَ فَرِيقُ
مِنْ اَلْبَاحِثِينَ يُنَقِّبُ فِي قَرْيَةٍ قَدِيمَةٍ فِي إِيرَان عِنْدَمَا
صَادَفُوا شَيْئًا لَا يُمْكِنُهُمْ تَصْدِيقُهُ . عِنْدَمَا اِكْتَشَفُوا
اَلْعَدِيدُ مِنْ اَلْآثَارِ اَلتَّارِيخِيَّةِ ، وَجَدُوا شَيْئًا فِي نِظَامِ
اَلسِّبَاكَةِ اَلْقَدِيمِ أَدْهَشَهُمْ جَمِيعًا ، وَلَا نَعْرِفُ اَلْكَثِيرُ عَنْ
هَذَا اَلنِّظَامِ . وَقَدَّرُوا تَارِيخَ هَذِهِ اَلْمِنْطَقَةِ اَلْمُكْتَشَفَةِ
بِمَا فِيهَا بِحَوَالَيْ 5000 عَامٍ . وَهَذَا يَعْنِي أَنَّ اَلسِّبَاكَةَ
اَلْحَدِيثَةَ كَانَتْ مَوْجُودَةً فِي اَلْمَاضِي اَلْبَعِيدِ . وَأَعْلَنَ
عُلَمَاءُ اَلْآثَارِ أَنَّ اَلْأَنَابِيبَ اَلَّتِي تَمُرُّ عَبْرَ هَذَا
اَلنِّظَامِ كَانَتْ مَحْفُورَةً مِنْ اَلْحَجَرِ ، مِمَّا يُشِيرُ إِلَى أَنَّ
هُنَاكَ حَاجَةٌ إِلَى أَدَوَاتٍ مُعَقَّدَةٍ لِإِنْشَاءِ هَذِهِ اَلْأَنَابِيبِ
اَلْقَدِيمَةِ . يَبْلُغَ قِيَاسُ كُلٍّ مِنْ اَلْأَنَابِيبِ حَوَالَيْ مِتْرٍ
وَاحِدٍ ، مَعَ تَوْصِيلِ اَلْأَنَابِيبِ بِبَعْضِهَا اَلْبَعْضَ لِتَشْكِيلِ
مَمَرَّاتٍ أَطْوَلَ يُمْكِنُ اِسْتِخْدَامُهَا لِإِرْسَالِ اَلْمِيَاهِ مِنْ
مَكَانٍ إِلَى آخَرَ . وَذَكَرَ اَلْمُؤَرِّخُونَ ، تَمَّ إِنْشَاءَ هَذِهِ
اَلْأَنَابِيبِ فِي بِلَادِ فَارِسِ قَبْلَ حَوَالَيْ 5000 سَنَةٍ ، مِمَّا
يَعْنِي أَنَّ اَلنَّاسَ كَانَتْ حَيَاتُهُمْ أَكْثَرَ تَقَدُّمًا بِكَثِيرٍ
مِمَّا كُنَّا نَعْتَقِدُ . نَعْلَمُ أَنَّ اَلْفَرَسَ مِنْ أَوَائِلِ
اَلثَّقَافَاتِ اَلَّتِي اِبْتَكَرَتْ أَنْظِمَةً مُتَقَدِّمَةً لِتَوْزِيعِ
اَلْمِيَاهِ . كَانَ اَلسُّكَّانُ اَلْمَحَلِّيُّونَ قَدْ أَنْشَئُوا شَبَكَةٌ
مِنْ اَلْآبَارِ وَتَمَّ رَبْطُ كُلِّ مِنْهَا بِسِلْسِلَةٍ مِنْ اَلْأَنْفَاقِ
اَلْمُنْحَدِرَةِ ، تَمَامًا مِثْلٌ طَرِيقَةِ عَمَلِ اَلسِّبَاكَةِ اَلْحَدِيثَةِ
فِي مَنْزِلِكَ ، وَكَانَ مِنْ اَلْمُمْكِنِ تَوْصِيلُ هَذِهِ اَلْمِيَاهِ لِرَيِّ
اَلْحُقُولِ وَأَيْضًا تَوْصِيلُهَا إِلَى مَنَازِلَ مُخْتَلِفَةٍ . نَظْرَةٌ
وَاحِدَةٌ عَلَى Bocca
della Verita
تَكْفِي لِجَعْلِكَ تَشْعُرُ بِالْقُشَعْرِيرَةِ . هَذَا اَلْعَمَلِ اَلْفَنِّيِّ
اَلْغَرِيبِ عَلَى شَكْلِ قُرْصٍ غَرِيبٍ ، يُعْتَبَر لُغْزًا كَامِلاً ، فَمًا
سَبَبَ إِنْشَاءٍ مِثْلٍ هَذِهِ اَلْقِطْعَةَ اَلْغَرِيبَةِ . يَعْتَقِدَ
اَلْبَعْضُ بِأَنَّ هَذَا اَلْكَائِنِ عَلَى شَكْلِ قُرْصٍ كَانَ يُمْكِنُ
اِسْتِخْدَامُهُ كَغِطَاءٍ بَسِيطٍ لِتَصْرِيفِ اَلْمَجَارِي . بِالنَّظَرِ إِلَى
وُجُودِ فُتُحَاتٍ فِي عَيْنَيْهِ وَأَنْفِهِ وَفَمِهِ ، فَهَذَا اِحْتِمَالٌ
مُؤَكَّدٌ ، وَالْحَقِيقَةُ هِيَ أَنَّنَا لَا نَعْرِفُ اَلْكَثِيرُ عَنْهُ عَلَى
اَلْإِطْلَاقِ . وَمَعَ ذَلِكَ ، لَا يَزَالُ اَلْبَاحِثُونَ يَبْذُلُونَ قُصَارَى
جُهْدِهِمْ لِتَجْمِيعِ تَارِيخِ هَذِهِ اَلْبَقَايَا اَلْغَرِيبَةِ ، حَيْثُ
تَمَّ اَلْعُثُورُ عَلَى مِصْبَاحَيْنِ مِنْ اَلْبُرُونْزِ تَمَّ إِنْشَاؤُهُمَا
مُنْذُ حَوَالَيْ 2000 عَامٍ . كَمَا تَرَوْنَ بِوُضُوحً ، تَصَوُّرُ اَلْمَصَابِيحِ
اَلْإِوَزِّ اَلَّتِي قَلَبَتْ رُؤُوسَهَا إِلَى اَلْوَرَاءِ . لَا تَسْتَخْدِمُ
اَلْأَسْمَاكُ اَلْكَبِيرَةُ اَلَّتِي يَحْمِلُهَا اَلطَّائِرَانِ فِي
مَنَاقِيرهَمَا لِلزِّينَةِ اَلْجَمَالِيَّةِ فَحَسْبَ ، بَلْ تَعْمَلُ أَيْضًا ،
مِثْلٌ أَغْطِيَةِ شَفْطِ اَلدُّخَّانِ . بِمُجَرَّدَ اِشْتِعَالِ اَلْوَقُودِ ،
اِنْتَقَلَ اَلدُّخَّانُ إِلَى جَسَدِ اَلْإِوَزَّةِ ، وَاَلَّذِي كَانَ عَلَى
اَلْأَرْجَحِ مَمْلُوءًا بِالْمَاءِ . بِالْإِضَافَةِ إِلَى ذَلِكَ ، يُمْكِنَ
تَغْيِيرُ مَوْضِعِ اَلسَّمَكَةِ يَدَوِيًّا ، وَاَلَّذِي بِدَوْرِهِ يَسْمَحُ
بِتَعْدِيلِ سُطُوعِ اَلضَّوْءِ . أَثْبَتَتْ لَنَا اَلْأَشْيَاءُ اَلْقَدِيمَةُ
أَنَّ اَلنَّاسَ فِي ذَلِكَ اَلْعَصْرِ كَانَ لَدَيْهِمْ مَهَارَاتُ تِقْنِيَّةٌ
غَيْرُ عَادِيَّةٍ ، تَفُوقَ مَا يَمْتَلِكُهُ اَلْبَعْضُ مِنَّا بُعْدِ آلَافِ
اَلسِّنِينَ .